
عدسة: صنهاد فهاد تحرير: موفي الهذاب تاريخ النشر / الثلاثاء : 2023/2/14م.
تشارك إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر، في الثاني والعشرون من شهر/ فبراير –شباط من العام الجاري 2023 الميلادي جميع مؤسسات الدولة والقطاعات الخاصة والعامة والغي ربحية للمرة الثانية على التوالي بــ"يوم التأسيس" وذلك إحياءً لذكرى تاريخية وقصص ملحمية جرت أحداث قبل قرابة "ثلاثة قرون" وكان الملك/ سلمان بن عبد العزيز _أيده الله_ أصدر أمراً ملكياً العام المنصرم، يقتضي باعتبار 22 فبراير/ شباط "يوم للتأسيس" يحتفى به من كل عام، تخليداً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الأمام/ محمد بن سعود، _طيب الله ذكره_ عام 1727م في إمارة الدرعية، التي تقع في الطرف الشمالي الغربي للعاصمة السعودية الرياض؛ ولا يعتبر يوم التأسيس بديلًا عن اليوم الوطني السعودي، الذي تحتفل به "المملكة العربية السعودية" في 23 سبتمبر /أيلول من كل عام أو أقل منه أهمية، إنما هو امتداد لمناسبات وطنية وقصص ملحمية تدعوا للفخر والاعتزاز ... حيث يحيي هذا اليوم ذكرى انتصارات الملك / عبدالعزيز بن سعود _طيب الله ثراه_ مؤسسة الدولة السعودية الثالثة على القبائل المتناحرة وتوحيد شبة الجزيرة تحت راية التوحيد.
أيام قليلة تفصل المملكة العربية السعودية؛ عن إحياء ذكرى يوم التأسيس بشكل رسمي للمرة الثانية في تاريخها، وانطلاق حدثٌ بالغ الأهمية لا لإحياء ذكرى رجالات خلدها التاريخ وحسب، بل للتعامل مع الحاضر المشرق وبناء المستقبل الزاهر، فشرعية الدول تتطور مع تطوُّر المعطيات، والتاريخ الاسلامي يعلمنا أن «الدولة الأموية» عجزت عن تطوير شرعيتها وانتهت في عقود، بينما «الدولة العباسية» استطاعت المحافظة على التطوير المستمر فدامت قروناً متطاولة.
الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى، جدير بالاهتمام حقاً، ويجب التذكير بمكانته رفيعة المستوى والمتفردة للعامة والخاصة والنشأ على حد سواء؛ والتي امتلكها بإمتياز مرموق دون جميع معاصريه بشتى تصنيفاتهم،؛ لم يدعُ يوماً إلى عصبية قبلية أو مناطقية، بل كان طامحاً إلى تأسيس دولة قويةٍ وكيانٍ جامعٍ بعيداً عن صراعات "المدن" و"القرى" و"القبائل" المحلية، وكان هدفة الأسما إخراج البلاد من الضيق، إلى أوسع الطريق؛ برؤيته الثاقبة وحكمة الرأي.
وقد كانت لحظة استقطابه للداعية / محمد بن عبد الوهاب لحظةً مهمةً وجوهرية في تاريخ الدولة، وهي تُحسَب له وعياً وقراراً؛ حيث أحدث هذا الحراك مزيج سياسي وشرعي فريد من نوعه في الحكم السعودي، فقد كان الإمام / محمد بن سعود، مهتماً بتوحيد الوطن والدولة، وكان الشيخ العلامة / محمد بن عبد الوهاب، معتنياً بتوحيد الخالق، والأمير مقتنعٌ بهذه «الدعوة»، وأصلها، وقد خدمت دعوة «الشيخ» طموح الأمير ورؤيته، وامتدت العلاقة بين أحفاد الأمير، وأحفاد الشيخ إلى يومنا هذا.
ورغم التّمكين الذي حظي به الأمام /محمد بن سعود، حيث اجتمعت أَفْئِدَة الناس علية ووقف معه «الشيخ" و«التاجر» و«زعيم القبيلة» إلى أنه قدم التضحيات ودفع بفلذه كبدة في معارك التوحيد ليصور له التاريخ مواقف الشجاعة والبطولة وهو يشيع أبنائه واحد تلوى الآخر في سبيل رفعة هذا الكيان العظيم "شبة الجزيرة العربية"؛ وهما فيصل وسعود، وأكمل ابنَيْه الآخرَيْن «الإمام عبدالعزيز» و«عبدالله» والد «الإمام تركي» مؤسس الدولة السعودية الثانية؛ ومضت السنين بل القرون ومازالت هذه الأسرة المباركة تتوارث السياسة والمجد كابر عن كابر. وبهذه المناسبات الوطنية والذكرى الملحمية حري بنا أن نفخر أيما فخر ونعتز أيما اعتزاز ... في الميادين العامة، والخاصة، ومع الأهالي؛ بهذا النصر والتمكين المتوالي.
ومما تجدر الإشارة به: أن إدارة تعليم محافظة وادي الدواسر أعدت رُزنامة من الفعاليات والأنشطة الاستباقية افتتحتها هذا اليوم الثلاثاء الموافق:1444/7/23هـ بمسيرة للخيالة والهجانة ومعرض طلابي للمناسبة وحفل خطابي أقيم في مسرح الإدارة بحضور محافظ وادي الدواسر الأستاذ/ فهد بن عبد الله المسعود، وعدد من القيادات العسكرية والإدارية ..؛ اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد تأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى العهد الزاهر الحالي الذي شهدنا فيه تقدماً تكنلوجي وحضاري يسابق الزمن للوصول إلى مصاف الدول العظمى بكل جدارة وبسياسية محنكة تفوق الوصف.











.jfif)

















