تعتمد فلسفة الإدارة العامة على إدارة الجودة الـشاملة في العملية التعليمية باسـتخدام المنهج التحليلي التركيبي Synthetic-Analytic Approach الذي يعتمد على تجميع الحقائق والمعلومات، ثم مقارنتها وتحليلها وتفسيرها، للوصول إلى تعميمات مقبولـة ، كسبيل للتعرف إلى طبيعة إدارة الجودة الشاملة وخصائصها، والاعتبـارات الواجـب مراعاتها لتطبيق هذا النهج الإداري في البيئة التربوية ، حيث يتم ذلك عن طريق :
- استقصاء ومسح وتحليل مفهوم إدارة الجودة الشاملة ومبادئها من مصادر أوليـة وثانوية
- دراسة وتحليل نماذج إدارة الجودة الشاملة التي ظهرت في حقل الإدارة العامـة والإدارة التعليمية
- استعراض وتحليل واقع تطبيقات إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليميـة العربية والأجنبية
- تحليـل أدبيات الموضوع المتوافرة في هذا الشأن
- وضع إطار عام للأنموذج المقترح لإدارة الجودة الـشاملة للنظامين الإداري والتربوي بالإدارة العامة بمنطقة القصيم التعليمية كنهج إداري حـديث ومـدخل لإصـلاح الإدارة التعليمية وتطويرها من خلال وجهات النظر:
- البريطانية بأنَّها: الفلسفة الإدارية للمؤسسة التي تدرك من خلالها تحقيق كلّ من احتياجات المستهلك، وكذلك تحقيق أهداف المـشروع معـاً Lotana & Lavan, 1993
- الأمريكية بأنَّها: فلسفة وخطوط عريضة ومبادئ تدلّ وترشد المنظمة لتحقيق تطور مستمر، وهي أساليب كمية بالإضافة إلى الموارد البشرية التي تحسن استخدام الموارد المتاحة، وكذلك الخدمات بحيث أن العمليات كافة داخل المنظمة تسعى لأن تحقق إشباع حاجات المستهلكين الحاليين والمرتقبين
- جيروم آركارو Arcaro, 1995 في كتابه ” الجودة في التعلـيم “، إلـى أن فلسفة الجودة الشاملة تقوم على خمسة أعمدة هي :
التركيز على العميل Customer Focus : الطالب، المعلم ، الإداري ، المجتمع
- الاندماج الكلِّي Total Involvement : مشاركة المعلمين في عمليات صنع القرار
- القياس Measurement : تقويم مستمر للتقدم ، فلا يمكن تحسين ما لا يمكن قياسه
- الالتزام Commitment : التزام القيادة العليا بالتطوير والتحول نحو الجودة
- التحسين المـستمر Continuous Improvement : الإدارات والمـدارس يجـب أن تنجـز عملياتها غداً بأفضل مما فعلته اليوم أو أمس فالتحسين سقفه السماء.
مما سبق نجد أن وجهة النظر البريطانية تركز على الكفاءة Efficiency والفاعلية Effectiveness ، بينما تؤكد وجهة النظر الأمريكية على التطـور المستمر Continuous Development ، وكلاهما يهدف إلى التميز في تحقيق حاجات المستفيدين الحالية والمستقبلية ، أما جيروم آركارو فقد توافق مفهومه عن الجودة الشاملة بما يتناسب والنهج الوزاري الحالي. الأمر الذي أوجد قناعة تامة بأخذ الرأي الفلسفي القائم على التميز الإداري والذي مفاده ” استخدام أسلوب متكامل يطبق في فروع ومستويات المنطقة التعليمية جميعها ليوفر للعاملين وفرق العمل الفرصة لإشباع حاجات المستفيد الرئيس المتمثل في الطلاب والطالبات ، والمستفيدين الداخليين والخارجيين من عملية التعلم ، لتحقيق أفضل فعالية للخدمات التعليمية بأكفأ الأساليب، وأقل تكاليف ، وأعلى جودة ممكنة.
هذه هي فلسفتنا التي تركّز على مجموعة مفاهيم قائمة على التفكير المنظومي Systemic Thinking التي تتمثل في :
- إدارة النظم Systems Management الذي يربط بين :
- المدخلات Inputs
- والعمليات Processes
- والمخرجات Outcomes للعملية التعليمية.
- المراقبة الراجعة Post Audit
- استخدام التقويم متعدد الأبعاد Multidimensional Assessment
وبالتالي يتطلب النظر إلى كلّ من الطلاب والطالبات ، وكيفية إعداد كل من الإدارة التعليمية والمدرسة لهم لتحقيق حاجاتهم ورغباتهم الحالية والمستقبلية ، وكذلك المعلمين والإداريين والعاملين الذين هم بحاجة إلى تدريب وتطوير لمهاراتهم وكفاياتهم لاستيعاب فلسفة ومفاهيم الجودة الشاملة وتطبيقاتها ، وهذا يتطلب فحص الهيكل التنظيمي للنظام التربوي حتى يتوافق مع فلسفة إدارة الجودة الشاملة في وجود نهج يتوافق ومتطلبات الحياة العصرية.
وتفضلوا بقبول وافر التحية والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
المدير العام للتعليم بمنطقة القصيم
محمد بن سليمان الفريح