الملتقى العلمي الصيفي وحُلم المدرسة الحديثة
10/01/1445

ابراهيم الحبيب.jpeg

ال​ملتقى العلمي الصيفي وحُلم المدرسة الحديثة


     أُفكر كثيراً بشكل المدرسة التقليدي الحالي ومواكبتها للعصر الرقمي الذي نعيشه الآن!
أو كما يسميه مارشال ماكلوهان بالمجرة الرقمية، وهل تُناسب طلابنا في هذا العالم الجديد؟.
      يصف مؤلف كتاب: (مهارات القرن الحادي والعشرين-التعلم للحياة في زمننا) طلاب هذا العصر بهذا الوصف :
"سواء سميتهم المواطنين الرقميين أو أجيال النت أو أي شي آخر، فإن من الواضح أن أعضاء الجيل الحالي الذين يترعرعون في ظل الوسائل الرقمية هم مختلفون عن المهاجرين الرقميين الذين تعلموا استخدام التقنية في وقت متأخر من حياتهم  "، لذا يراودني الشك بقبول شكل المدرسة التي درست فيها قبل سنوات طويلة، فقد كانت مناسبة لذلك العصر وقدمت رسالتها على أكمل وجه.
     أشارك في هذه التظاهرة الجميلة مُلتقى الطلاب العلمي الصيفي في مركز القصيم العلمي تحت إشراف قسم النشاط الطلابي/العلمي في إدارة تعليم عنيزة، أرى ما يَحدُث عن قُرب، وقد يكون ما رأيته في هذا الملتقى هو نواة لشكل المدرسة في المستقبل، أو على الأقل ما أحلم به ليكون مستقبلاً، المدرسة التي تطبق نوعاً من أنواع تنظيمات المناهج الحديثة التي قرأت عنها كثيراً في أروقة الدراسة الجامعية والدراسات العليا، وبين أوراق الكتب والدراسات التخصصية في المناهج الدراسية، والتي بحثت عنها ولم أجدها في الواقع كثيراً، وإن وُجدت فهي جهود تحاول التغلب أو الهروب بأقل الأحوال من تنظيمات المنهج التقليدية القديمة المملة، التي تُقدّم محتوى يصفه أحدهم بأنه "بطول ميل وعمق بوصة"، وقد تكون المشكلة ليست بذات المحتوى بل بطريقة تقديمه.
      ما يُقدّم في هذا الملتقى هو تعليم وتعلم حديث، يدمج بين النظرية والتطبيق، التطبيق الذي لا نراه كثيراً في مدارسنا، ولن أكون مجحفاً في حق المدرسة التقليدية ولكن هذا هو حال الكثير منها، فالنظرية والتطبيق ركنان أساسيان لجعل العملية التعليمية مفيدة ومشوقة وتحقق الأهداف، وحدات مختلفة متنوعة في مجالات علمية يتطلبها العصر الحالي مع دمج للمهارات الحياتية والشخصية التي تبني لنا شخصية متكاملة من جميع النواحي المعرفية والمهارية والنفسية والاجتماعية وغيرها، رحلات علمية وزيارات استكشافيه وترفيهية وتعاون مع جهات عديدة لتقديم كل ما يخدم ثروتنا وهم الطلاب ويفيدهم في استغلال أوقات فراغهم ويُحقق أهداف هذا الملتقى بشكل خاص ورسالة التعليم بشكل عام.

د .محمد إبراهيم الحبيب
مشرف النشاط العلمي​